7 أسباب تقف وراء الإصابة بسرطان القولون
يعد سرطان القولون أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، حيث يصيب ملايين الأشخاص سنويًا ويشكل تهديدًا صحيًا بالغ الخطورة. يعد هذا النوع من السرطان من الأنواع التي تتطور بشكل تدريجي، ويمكن أن يكون من الصعب اكتشافه في مراحله المبكرة نظرًا لعدم وجود أعراض واضحة. ومع ذلك، من المهم أن نكون على دراية بالعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض. سنستعرض في هذا المقال سبعًا من أبرز الأسباب التي يمكن أن تقف وراء الإصابة بسرطان القولون.
1. الأنماط الغذائية غير الصحية
تعد الأنماط الغذائية غير الصحية من أكثر العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون. يُعتقد أن النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة واللحوم الحمراء والمعالجَة، مثل اللحوم المدخنة أو السجق، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الالتهابات في الأمعاء وبالتالي تعزيز بيئة ملائمة لنمو الأورام السرطانية. يُظهر البحث أن تناول كميات كبيرة من هذه الأطعمة يمكن أن يعزز نمو الخلايا السرطانية في القولون نتيجة لزيادة مستويات الأحماض الدهنية المشبعة والمواد الكيميائية السامة التي تتشكل أثناء عملية الطهي أو تحضير اللحوم.
من ناحية أخرى، فإن تناول كميات غير كافية من الألياف، مثل تلك الموجودة في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. الألياف تعتبر ضرورية لسلامة الأمعاء، حيث تعمل على تسريع عملية الهضم وتقليل الوقت الذي تقضيه المواد السامة في القولون. كما أن نقص الألياف في النظام الغذائي يؤدي إلى صعوبة في حركة الأمعاء، مما يزيد من احتمالية تراكم السموم في الجسم.
2. العوامل الوراثية
تلعب العوامل الوراثية دورًا هامًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون. إذا كان لديك تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان القولون أو أورام القولون الحميدة (مثل الأورام الغدية)، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض. يعتبر السرطان الوراثي أحد الأسباب الأساسية التي قد تساهم في نشوء هذا النوع من السرطان. تشير الدراسات إلى أن حوالي 25% من حالات سرطان القولون قد يكون لها علاقة بالعوامل الوراثية.
تعتبر متلازمة لينش (أو سرطان القولون الوراثي غير المنتظم) من أبرز الأمثلة على الوراثة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون. تنشأ هذه المتلازمة بسبب طفرات في الجينات التي تتحكم في قدرة الجسم على إصلاح الحمض النووي التالف. وبسبب هذه الطفرات، يصبح الأفراد المصابون أكثر عرضة لتطوير أنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك سرطان القولون.
3. التقدم في العمر
يعد العمر عاملًا مهمًا آخر يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون. ففي الغالب، يتم تشخيص هذا المرض في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا. يتزايد خطر الإصابة بالسرطان مع التقدم في العمر، حيث إن معظم حالات سرطان القولون تحدث لدى الأشخاص في مراحل متقدمة من حياتهم. ويُعتقد أن الشيخوخة تؤدي إلى تراجع قدرة الجسم على إصلاح الخلايا التالفة وتزيد من احتمالية تكون الأورام السرطانية.
تساهم التغيرات البيولوجية التي تحدث مع تقدم العمر في انخفاض فعالية جهاز المناعة، مما يتيح للخلايا السرطانية أن تنمو وتتكاثر بحرية. علاوة على ذلك، يمكن أن تتراكم الطفرات الجينية في الخلايا على مر السنين، مما يزيد من احتمالية تطور الأورام.
4. قلة النشاط البدني والسمنة
قلة النشاط البدني والسمنة تمثلان عاملين رئيسيين في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون. يُعتبر نمط الحياة الخامل أحد الأسباب الرئيسية التي تساهم في تطور العديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان. فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة بانتظام أو يعانون من زيادة الوزن، خاصة السمنة المفرطة، يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون.
عند زيادة الوزن أو السمنة، تحدث تغيرات في مستويات الهرمونات مثل الأنسولين والهرمونات الجنسية، ما يمكن أن يعزز نمو الأورام في القولون. بالإضافة إلى ذلك، قد تتسبب قلة النشاط البدني في تقليل حركة الأمعاء، مما يسمح للمواد السامة بالبقاء في الأمعاء لفترة أطول، وبالتالي زيادة فرصة تكوّن الأورام السرطانية.
5. التدخين واستهلاك الكحول
تعتبر العادات السيئة مثل التدخين واستهلاك الكحول من العوامل المؤثرة بشكل مباشر في زيادة احتمالية الإصابة بسرطان القولون. التدخين هو أحد العوامل التي تؤدي إلى تراكم السموم في الجسم، وقد أثبتت الدراسات أن التدخين يزيد من خطر تطور الأورام في القولون. المواد الكيميائية السامة الموجودة في التبغ تتسبب في تدمير الأنسجة السليمة في الجسم وتؤثر على قدرة الخلايا على إصلاح نفسها، مما يسهم في ظهور السرطان.
أما الكحول، فيمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون من خلال التأثير على كيفية معالجة الجسم للمركبات السامة. الكحول يؤثر على الأمعاء ويسهم في تشكيل مواد كيميائية قد تضر بجدران القولون، مما يزيد من فرصة تطور الأورام.
6. التهابات الأمعاء المزمنة
الأشخاص الذين يعانون من التهابات الأمعاء المزمنة، مثل داء كرون أو التهاب القولون التقرحي، هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون. تشير الدراسات إلى أن الالتهابات المزمنة في الأمعاء قد تؤدي إلى تلف طويل الأمد في الخلايا، مما يعزز نمو الأورام السرطانية. في حالات مثل التهاب القولون التقرحي، يكون الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون مع مرور الوقت بسبب استمرار الالتهاب في القولون.
التهاب الأمعاء المزمن يؤدي إلى تراكم الخلايا التالفة في الأنسجة، مما يزيد من احتمالية حدوث الطفرات الجينية، وهو ما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى ظهور السرطان. كما أن هذه الالتهابات قد تسبب تغييرات في البيئة البكتيرية للأمعاء، مما يعزز تكوين خلايا سرطانية.
7. الأنماط النفسية والعوامل البيئية
أظهرت بعض الدراسات أن العوامل النفسية مثل التوتر المستمر والمشاعر السلبية قد تؤثر على صحة الأمعاء وتزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون. التوتر المزمن يساهم في إفراز الهرمونات التي قد تؤثر على الجهاز الهضمي بشكل غير مباشر. قد يؤدي التوتر المستمر إلى زيادة التهابات الأمعاء وضعف استجابة الجسم المناعية، مما يساهم في بيئة مناسبة لنمو السرطان.
كما أن بعض العوامل البيئية، مثل التعرض للمواد السامة أو الملوثات الكيميائية، قد تكون عوامل مساعدة في نشوء السرطان. قد تساهم التفاعلات بين هذه العوامل البيئية وعوامل الوراثة في تكوين خلايا سرطانية في القولون.
الختام
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان القولون، وكل عامل يلعب دورًا محددًا في زيادة خطر تطور هذا المرض. من المهم أن نكون على دراية بهذه الأسباب ونتخذ التدابير اللازمة للحد من عوامل الخطر التي يمكن التحكم فيها. الحفاظ على نمط حياة صحي، بما في ذلك النظام الغذائي المتوازن، ممارسة النشاط البدني بانتظام، والابتعاد عن التدخين والكحول، يمكن أن يكون له تأثير كبير في الوقاية من سرطان القولون.
